• Friday, 17 May 2024
logo

إستفتاء كوردستان والوحدة المقدسة المزعومة

إستفتاء كوردستان والوحدة المقدسة المزعومة
سربست بامرني*

الجبهة المعادية للاستفتاء الشعبي في كوردستان وبعد فشل محاولاتها العقيمة (بما فيها اللجوء الى بعض مراكز المجتمع الدولي والمراهنة على ردة الفعل الإقليمي) لمنع الشعب الكوردي من ممارسة حقه في تقرير مصيره بنفسه نتيجة إصرار القيادة والشارع الكوردستاني على ممارسة هذا الحق، تحاول استغلال الأسطوانة المشروخة عن:

ـ قدسية وحدة العراق

ـ الاستفتاء بحد ذاته ضد مصالح الشعب الكوردي.

ـ وانه سيؤثر سلبا على الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب!

عجيب حقا امر هذه الوحدة القسرية المصطنعة والخارطة التي رسمتها المصالح البريطانية الفرنسية قبل اقل من مائة عام لتصبح في عداد المقدسات التي لا يأتيها الباطل لا من امام ولا من خلف، فهذه الوحدة المقدسة!!! لم تكن موجودة يوما الا بالعنف والقوة الغاشمة، وقد تم تمزيق الشعب العراقي منهجيا فهذا سني وذاك شيعي وكوردي وتركماني.... الخ، ووصل الانقسام والتشظي حتى الى العائلة العراقية.

أي وحدة واي قدسية!!؟ اللهم الا إذا كان المراد منها وبالنسبة للكورد على الأقل هو استمرار السياسات العنصرية السابقة وتغيير الواقع السكاني ونهب ثروات كوردستان، اذ لو كان هناك حرص على الوحدة الوطنية الحقيقية على سبيل المثال لما كان هناك حاجة لتسمية ما يقارب نصف مناطق كوردستان ب (المناطق المتنازع عليها) فكل من ولد وعاش في العراق يعرف حقا ان هذه المناطق كوردستانية مائة بالمائة وأنها تعرضت لأبشع أنواع التغيير الديموغرافي وحتى مع قبول الكورد بالمادة (140) الدستورية فقد تم الغاؤها عمليا ولم تنفذ عن عمد وسبق إصرار.

ان ما يقصد بقدسية وحدة العراق تعني للشعب الكوردي شيئا واحدا لا غير وهو إعادة احتلال كوردستان والسيطرة عليها، ومن غير الممكن ان يصدق هذه المزاعم الكاذبة ولا ان يقبل بها مرة أخرى.

اما ان الاستفتاء ضد مصالح الكورد الوطنية فلا أحد يعرف كيف؟ كيف يمكن ممارسة الشعب الكوردستاني لإرادته الحرة ان تكون ضد مصالحه؟ وما هي هذه المصالح التي ستتضرر نتيجة تخلصه من اغلال العبودية والقهر وحروب الإبادة الجماعية وتهديد مستقبله ووجوده؟ كيف سيتضرر وهو عازم على الخروج من تحت سيطرة نظام ثيوقراطي طائفي فاسد لا يحترم الحقوق ولا يلتزم بالدستور ولا يعرف معنى المواطنة ويفرض حصارا اقتصاديا على كوردستان ويقوم بتجويع شعبها ويتركهم عرضة لتهديدات الإرهاب العالمي ويلغي ابسط قواعد الشراكة والاتفاق! ان مصالح الشعب الكوردستاني والشعب العراقي المغلوب على امره تكمن في هذا الاستفتاء السلمي والديموقراطي ويغلق الأبواب امام المحاولات الرامية لزجهما في اتون صراع مدمر لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

وأخيرا قصة ان الاستفتاء سيؤثر سلبا على جهود محاربة الإرهاب مع انه اجراء ديموقراطي طبيعي ومن غير الممكن ان تؤثر هذه الممارسة الديموقراطية على جهود حوالي (60) دولة بما لديها من إمكانيات وقدرات وجيوش جرارة ورغم الدور الكوردستاني على الأرض الذي بالتأكيد سيزداد قوة وحماسا فيما اذا حصل الشعب الكوردي على حقوقه المشروعة، فالفرق كبير جدا بين مجتمع مكبل بالأغلال ومهدد في كل وقت بالانفالات والحروب ويطلب منه التضحية بأبنائه والقتال ضد الإرهاب وبين مجتمع حر مضمون الحقوق يتطلع لمستقبل افضل ويحوز على ثقة واعتراف المجتمع الإقليمي والدولي والذي سيقاتل ببسالة دفاعا عن ارضه وحريته وحرية الاخرين ومستقبلهم.

ان كوردستان مستقلة حرة ستكون عاملا حاسما واساسيا في انهاء الإرهاب العالمي وبناء شرق أوسط جديد يعمه السلام والتعاون وتتفرغ فيه شعوبه لتحقيق طموحاتها المشروعة وتنهي حقبة مظلمة مأساوية في تأريخه فهل سيتخلص البعض من فوبيا كوردستان المستقلة ويكفون عن التشدق بقدسية الخرائط الاستعمارية ...عسى ولعل!

[email protected]
Top