• Friday, 17 May 2024
logo

دولة كوردستان عامل استقرار وليس تشتت للمنطقة

 	 دولة كوردستان عامل استقرار وليس تشتت للمنطقة
جلال شيخ علي

الغموض الذي ينتاب الموقف الامريكي من مشروع الاستفتاء العام حول حق تقرير مصير كوردستان زرع في نفوس البعض من الكورد نوعا من الريبة المصاحبة بالخوف من مستقبل الاقليم خاصة وان تأريخ المواقف الامريكية حول هكذا امور لايبشر بالخير بسبب مواقفها السابقة تجاه القضية الكوردية في سبعينييات القرن المنصرم...



الوضع الاقليمي في الوقت الحالي مختلف عما كان عليهِ في الماضي، فعندما نقرأ الواقع السياسي للمنطقة نجد انه لا مناص لأمريكا سوى تأييد القضية الكوردية وعليها ان تكسب ودَ الكورد بأعتباره الحليف الوحيد للولايات المتحدة الامريكية خاصة بعد تصدي الكورد لاعتى تنظيم ارهابي في العالم اضف الى ذلك خروج الدولة التركية عن رأيها ومخالفتها لها في عدة مواقف سياسية طيلة اكثر من عقد من الزمان...



هذا الى جانب توسع النفوذ الروسي في سوريا والوجود الايراني في كل من سوريا والعراق، كل ذلك يفرض على امريكا ان تبحث لها عن حليف جديد لتكون موطئا لتواجدها العسكري وبالتالي حماية نفوذها ومصالحها الاستراتيجية وحتما هذا البديل هي دولة كوردستان القادمة...



امريكا تدرك ذلك جيدا لانها ترسم لمستقبلها وترسم سياساتها على أساس بناء مصالح ستراتيجية طويلة الامد وتدرك ايضا بأن الدولة الكوردستانية القادمة ستكون خير حليف لها وستعزز من موقعها بعد ان فقدت الكثير من الحلفاء في منطقة الشرق الاوسط



وما تبديه اليوم من معارضة خجولة ازاء استفتاء اقليم كوردستان ما هي الا محاولة لوقف الانتقاد العالمي لها بسبب تعهدها بالحفاظ على وحدة العراق ايام الحرب التي اطاحت من خلالها بالطاغية صدام،



وامريكا تتذكر جيدا كيف قوبلت بالرفض من الشارع العراقي في بغداد والفلوجة وغيرها من المدن العراقية رغم تحريرها للعراقيين وانقاذهم من ظلم اعتى سلطة دكتاتورية شهدته العراق.



مع كافة الاحتمالات فأن َامريكا لن تفرط بالپێشمه‌رگة التي حاربت داعش وهي ليست مبدئيا بالضد من استقلال كوردستان، فـ كوردستان اذا استقلت او لم تستقل تبقى حليفة قوية ومنطقة نفوذ لها ولن تفرط بها او بموقعها فيها.



اليوم امريكا لا تهمها موقف الدول الإقليمية المحيطة بكوردستان، فتركيا المتمردة باتت خارج حساباتها ولم تعد تلك الدولة الحليفة المدللة كما كانت سابقا ايّام الحرب الباردة، وبلا شك لا تهتم امريكا بما قد يسبب استقلال كوردستان من قلق وضرر لمصالح كل من ايران وسوريا الحليفتان لروسيا، الخوف الحقيقي للولايات المتحدة الامريكية هو على حلفائها في الجزء العربي السني من العراق وقناعتها بأن الخطوات التي تخطوها القيادة الكوردية نحو الاستقلال ستؤدي الى المزيد من التفكك وربما سيخطوا العرب السنة ايضا نحو الاستقلال في مناطقهم، وهذا التخوف يمكن تجاوزه عن طريق بناء تحالف قوي بين الكورد والعرب السنة، إذ ان وجود هكذا تحالف بين دولة كوردستان والدولة العربية السنية سیكون ذلك عامل استقرار للمنطقة، فهي ستقيم أفضل العلاقات مع دول الجوار أساسه المصالح المشتركة وسیعم السلام والأمان على شعوب المنطقة.
Top