• Friday, 17 May 2024
logo

ضرورية (نعم) في الاستفتاء الكوردستاني أيزيدياً

ضرورية (نعم) في الاستفتاء الكوردستاني أيزيدياً
شيخ زيدو باعدري

قد يتبادر سؤال الى ذهن القارئ الكريم هذا العنوان اعلاه، بمراجعة بسيطة للذاكرة وتحديدا عام 1975 حيث النكسة المشؤومة (اتفاقية الجزائر) الغادرة، فبالاضافة الى التهميش المتعمد للايزيديين تم تكملة المشروع الذي عمل به منذ عام 1925 وهو الحاق ولاية الموصل بالعراق. فالضربة القاضية تم توجيهها للايزيديين مباشرة بعد النكسة ابتداء بتوزيع القرى والاراضي الهويرية على العرب ثم قرى باسكى شيخا ومرورا بشنكال حيث تم هناك مصادرة الاراضي والاملاك الايزيدية وتوزيعها على العرب مع امتيازات خاصة وهكذا كان الحال مع منطقة (دنا) و(به ر ئافى) وبدأ تضييق الخناق على الانسان الايزيدي وكل هذا كان مخطط له مسبقاً في دهاليز السلطة الحاكمة، هنا كان التطبيق امرا يسيرا بالنسبة لهم لأنهم كانوا يحاربوننا مرتين مرة كدين واخرى كقومية.

فبالرغم من منع ذكر وجود ديانتنا في وثائق الدولة ورفض تراثنا واعتبارنا دخلاء على الوطن تم إجبار اكثرية الايزيديين بعد مصادرة اراضيهم واملاكهم للعمل في وظائف لا تليق بهم (فراشين وكناسين) وتوزيعهم على المدن الكبيرة وذلك لصهرهم هناك والنيل من كرامتهم واهانتهم، حيث كان اكثرية الايزيديين يتعرضون لمضايقات شتى في تلك المدن كرمي قشور الرقي والبطيخ وتلفظ والصاق كلمة (ش) بنا لغرض استفزازهم واثارتهم. والاخطر من كل هذا تحول المجتمع الايزيدي من فرد منتج زراعي وملاكين للثروة الحيوانية، الى فرد مستهلك يعيش على إعانات الدولة البسيطة التي غالباً لم تكن تكفي لنهاية الشهر، وتم ربط مصيره ببقاء الدولة.

وبدأت دائرة الخناق تضيق أكثر واكثر وتفشت فيها البطالة الفاحشة حتى اضطر الايزيديون الى ممارسة أعمال غير مشرفة لا تليق بمقامهم وهي التوجه نحو المدن الكبيرة في العاصمة والوسط والجنوب للعمل في النوادي والبارات والمراقص والملاهي الليلية.

والهدف الرئيسي من كل هذه المخططات والممارسات كان هو ابعاد الايزيديين عن التفكير والمطالبة بحقوقهم الدينية والقومية والوطنية.

بعد كل هذه الممارسات وتطبيق سياسة الحديد والنار مع الايزيديين لم يستثنى منهم لا سمو الامير وحتى الراعي الضرير، ولكي لا نبتعد عن مضمون موضوعنا هنا ارتأيت أن اذكر للقارئ الكريم بعض النقاط المهمة التي لأجلها لا بد أن نبصم بالدم على كلمة (نعم).

- لكي نتخلص من التبعية الى بغداد التي نال الايزيديون الويلات منها منذ زمن خلفائها وملوكها ورؤسائها وحتى الان.

- التخلص من الاضطهاد المزدوج (دينياً وقومياً).

- ممارسة حياتنا اليومية بلغتنا الأم حيث جميع العلماء النفسيون يؤكدون بأن لجوء الانسان الى لغته الأم للتعلم وللتعبير عن مشاعره تساعده أكثر ليكون مبدعاً وتجلب الراحة النفسية للانسان.

- كما قال المفكر العالمي ( اسماعيل بيشكجي) في جل ميران على سفح جبل شنكال: بمجرد الاعلان عن دولة كوردستان سيكون النهاية الحتمية لجميع انواع الفرمانات والانفالات بحق الايزيديين والاقليات الاخرى المتعايشة هناك.

- من الصعب جدا على الفرد الايزيدي ان يثق بالتعايش المشترك مع خونة النان والملح كأهالى تلعفر والبعاج والموصل والحويجة والفلوجة مرة اخرى حيث بين ليلة وضحاها في كل هذه المناطق تم فتح اسواق النخاسة لبيع وشراء الايزيديات والى اليوم مستمرون في اخفاء الاف من اطفالنا ونسائنا.

- علماً بأن الكورد المسلمين الذين نتعايش معهم تربطنا معهم صلة القرابة من حيث الدم والعرق وتم تحويل ديانتهم قسرا تحت السيف بغير ارادتهم. وعليه فمن الطبيعي العيش معهم سوف يكون اسهل واريح للفرد الايزيدي.

- والأن هو زمن التعامل مع الامور بالتخطيط والارقام، فبمجرد استرجاع مناطقنا الايزيدية الى حضن كوردستان سوف تكون نسبتتنا اكثر من 12% وهذه النسبة لا يمكن الاستهانة بها او التغاضي عنها فإنه ثقل اذا ما تم استغلاله يمكننا تحقيق الكثير. فحين ان نسبتنا الايزيدية في العراق ككل لا يصل الى 2 %وبهذه النسبة القليلة جدا سوف نتعرض للغبن والاضمحلال بقصد او بغير ذلك.

- فصلنا عن العراق سوف يبعدنا عن مشاكل عديدة للعراق مع دول الجوار وغيرها ليس لنا صلة بها مثل معادات إسرائيل ودول الغرب بشكل عام.

- دولة كوردستان القادمة ستكون اقرب الى الايزيديين في كوردستان سوريا وكوردستان تركيا واوربا العلمانية.

- تولد هناك شعور واحساس لدى الانسان الايزيدي خاصة والكوردي عموماً لماذا يمتلك العرب 22 دولة والشعوب الاسلامية اكثر من 35 دولة (حلال عليهم ومحرمة علينا).

- طبيعة النظام في كوردستان علماني منذ عام 1991 واغلب الاحزاب الرئيسية هناك علمانية مثل (البارتي، والائيكتي، والتغيير...) وفوزهم في كل العمليات الانتخابية اكبر دليل واثبات على التمدن والوعي والرقي ودمقرطة المجتمع الكوردستاني.

- هناك تعهدات ووعود مسبقة من قبل القيادات الكوردستانية والداعمين لها بالحقوق القومية والدينية لجميع الاقليات الدينية والعرقية في دولة كوردستان المرتقبة، وهناك رأي قوي لتطبيق النظام الفيدرالي.

- الموقع الجغرافي للمعبد الايزيدي الوحيد (لالش) وجميع المناطق الايزيدية ضمن جغرافية كوردستان التأريخية.

- التعريب باسم الاسلام كان السبب الرئيسي لزوال معظم الدويلات والامارات الكوردية، وعليه فإن الانفصال عن العرب سيزيد ويقوي إمارة ايزيدخان الباقية.

- وجود سياسيين كوردستانيين بارزين ومعروفين عنهم بحبهم ودعمهم لحقوق الاقليات العرقية والدينية امثال (البارزاني الخالد ومام جلال) والى تأريخ كتابة هذه السطور المواقف المشرفة لفخامة السروك مسعود في الدفاع الى حد الموت عن وجود الاقليات في كوردستان ومقولته المشهورة وهي (اما العيش المشترك الاخوي للجميع في كوردستان او نموت جميعنا معاً).

هنا باسمنا وحسب خبرتنا غير القصيرة في مجال السياسة والكوردايتي والايزيدياتي أوجه ندائي الى بني جلدتي أحفاد 74 فرماناً وانفالاً وجميع المكونات الاخرى ومن اجل مصلحتنا جميعاً كما تم تشخيصها في النقاط اعلاه ان لا يفوتوا الفرصة التاريخية التي منحت لنا للإدلاء بكلمة (نعم) للاستقلال وهذا لا يقل عن رصاصة يطلقها الپێشمه‌رگة في ساحات الشرف والكرامة بوجه داعش وكل الاعداء الاخرين. وهي أيضاً بمثابة ثأر لتأريخ اجدادكم العظام ضحايا غدر اصحاب ثقافة الغزو والذبح والسبي والنهب واسواق النخاسة.

وبإذن الخالق (خودا) سوف يكون لنا جميعاً ملتقى عند صناديق الاقتراع حيث يكون هناك العرس الكبير لأولاد النان.

خودا ودولة كوردستان من وراء القصد
Top