• Sunday, 19 May 2024
logo

الرهان الخاسر على العبادي

الرهان الخاسر على العبادي
سربست بامرني*
مع اعلان رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن تحالفه مع فصائل الحشد الشعبي تحت مسمى ائتلاف النصر كشف عن حقيقة توجهاته وانتمائه الطائفي بامتياز وامتثاله غير المشروط لأوامر طهران ومصالحها دون قيد وهو الذي طالما تبجح بضرورة حصر السلاح بيد الدولة وانهاء تواجد هذه الفصائل بعد ان أدت واجبها وفق دعوة المراجع الدينية العليا.
ائتلاف النصر الذي جمع فيلق بدر وعصائب اهل الحق وكتائب حزب الله وكتائب جند الامام وسرايا الخراساني....... الخ والتي تتمترس خلف شعارات معاداة الولايات المتحدة الامريكية ورفض وجودها تؤكد ما سبق وان كتبته ان العبادي لم ولن يفرط بالمصالح الإيرانية ولا حتى بالتقليل من شأنها وتأثيرها في الوضع العراقي لصالح أمريكا وسياساتها في المنطقة التي راهنت على العبادي ودعمت وجوده وسياساته الفاشلة بكل الوسائل الممكنة بما فيها التضحية بأصدقائها الكورد والتغاضي عن إعادة احتلال مناطق كوردستان المغتصبة وفرض عقوبات جماعية ضد الشعب الكوردي وتنفيذ جرائم إبادة عنصرية بحق أبنائه كما حدث في دوزخورماتو.
السياسة الامريكية التي راهنت على العبادي تواجه الان ساعة الحقيقة وتجد نفسها في موقف حرج اقل ما يقال عنه انه لصالح إيران ومخططاتها في المنطقة هذا إذا لم تكن واشنطن وطهران متفقتين أساسا على هذا الإخراج المسرحي للانتخابات المقبلة وهو احتمال جدا وارد مع تخبط السياسة الامريكية في عموم المنطقة منذ عهد أوباما وحتى الان.
اعلان ائتلاف النصر للعبادي وفصائل الحشد الشعبي والمليشيات يضع مصداقية الولايات المتحدة الامريكية في دعم العراق الديموقراطي الملتزم بالدستور واجراء المصالحة الوطنية موضع شك وتساؤل مشروع حول مدى جدية واشنطن في مساعدة الشعوب العراقية خاصة والائتلاف الجديد حسم موضوع انتمائه وارتباطه المصيري بسياسة ايران ومصالحها الاستراتيجية في العراق وعموم المنطقة ولم يعد في مقدور العبادي بهذا الائتلاف ان يخدع الاخرين بمزاعمه حول دولة المواطنة وانه عابر للطوائف والاعراق ولا تضليل الرأي العام بانه استيعاب للمليشيات المسلحة في الحياة السياسية المدنية من برلمان وحكومة و.....الخ
العبادي الذي يعمل جاهدا في سبيل الفوز برئاسة مجلس الوزراء لمرة ثانية يستهدف بائتلافه الحالي الى عسكرة المؤسسات المدنية والسياسية في البلاد وإقامة سلطة دكتاتورية قمعية ومستعد لتقديم كل التنازلات المطلوبة لطهران، الامر الذي يؤكد ان الرهان الأمريكي على مساندة ودعم العبادي كان وسيبقى خاسرا فالعراق وكوردستان لن يبقيا طويلا تحت رحمة هيمنة طهران وسلطانها الذي تهزه رياح التغيير من الداخل
[email protected]
Top