• Sunday, 19 May 2024
logo

الكاظمي بين العلمين

الكاظمي بين العلمين

طارق كاريزي

 

زار السيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي قرية لهيبان جنوب غرب اربيل والتقى بسكانها الذين تصدوا لهجوم شنه مسلحو داعش على القرية، وقد ابدى سكان القرية مقاومة شجاعة ضد المهاجمين، ورغم التضحيات الجسيمة في صفوف المدنيين والبيشمركة، الا ان المقاومة كانت شجاعة وبطولية تستحق الثناء والتقدير، والتصدي كان كبيرا وملهما.

هجمات مسلحي تنظيم داعش الاخيرة شكلت انعطافا امنيا خطيرا مما استدعى تجاوبا وتفاعلا من اعلى هرم السلطة في حكومة الاقليم وتاليا الحكومة الاتحادية. فبعد زيارة رئيس حكومة الاقليم للقرية وتفقده سكانها ومن ثم دفع قطعات من البيشمركة للتمركز في القرية لحماية السكان، زار رئيس الوزراء العراقي القرية والتقى بالقادة الميدانيين من البيشمركة والجيش العراقي وكذلك التقى بسكان القرية في رسالة واضحة، بان اربيل وبغداد تدعمان الامن والاستقرار في المنطقة وهما على استعداد تام للتنسيق لحماية امن المنطقة والبلد عموما وملاحقة كل من يريد العبث بالأمن والاستقرار. هذا في الوقت الذي تعد فيه المجاميع المعارضة المسلحة التي تصنف ضمن خانة الارهاب، نعم تعد هذه المجاميع العامل الرئيس الذي يزعزع الاستقرار والامن في المنطقة وعموم البلد.

نقطة ايجابية في زيارة الكاظمي الى قرية لهيبان تستحق الوقفة والتأكيد، هو سيره مترجلا مع الوفد المشترك المرافق له ومرافقوه وسط رتلين متقابلين من البيشمركة والجيش، الاعلام العراقية رفرفت فوق آليات الجيش العراقي فيما اعلام كوردستان رفرفت فوق آليات البيشمركة. المشهد طبيعي من الوجهة المنطقية والدستورية، كون العلمين وطنيان يكمل احدهما الآخر، وهما رمزا السيادة العراقية على امتداد الحدود العراقية مع بلدان الجوار وداخل الاراضي العراقية.

ان الذي دفعني لتناول هذا الموضوع هو محاربة علم كوردستان في بعض المناطق الكوردستانية خارج حدود الاقليم (عرّف الدستور هذه المناطق بالمتنازع عليها)، خصوصا في كركوك، حيث يتعامل المسؤولون المدنيون والأمنون مع علم كوردستان بروح تتسم بالمعاداة، وكل من يرفع علم كوردستان يعامل وكأنه اقترف جرما.

ان الذين يعادون رفع علم كوردستان في كافة مناطق العراق، يدفعوننا لأن نضعهم امام السؤال التالي: ان كان علم كوردستان لا يمثل السيادة الوطنية العراقية، طيب اليس هذا العلم هو الذي يرفع الى جانب العلم العراقي على طوال الحدود المشتركة بين العراق وتركيا، وايضا على امتداد 50% من اجمالي الحدود الفاصلة بين العراق وايران وحتى جزء من الحدود العراقية السورية؟ علاوة على اقليم كوردستان الذي يبلغ مساحته (بمعزل عن مناطق كوردستان خارج حدود الاقليم) حوالي 45 الف كيلومتر مربع، يرفع فيه علم كوردستان، والدوائر الرسمية في الاقليم ترفع العلمين العراقي والكوردستاني جنبا الى جنب باعتبارهما رمزا السيادة العراقية. وكل هذه الامور تؤكد حقيقة كون العلمين معا يشكلان هوية العراق الاتحادي ورمزا السيادة الوطنية في البلد.

ان من مكملات السيادة الوطنية القبول برفع علم كوردستان الذي اقرّه الدستور العراقي حيثما اقتضت الضرورة في اي مكان من الدولة العراقية، وبعكسه يعني التشكيك في ولاء وانتماء ووطنية ومواطنة ابناء شعب كوردستان الذين يتخذون هذا العلم رمزا وهوية لهم.

 

 

باسنيوز

 

Top