• Monday, 20 May 2024
logo

حكومة كوردستان خطوات مهمة على الدرب

حكومة كوردستان خطوات مهمة على الدرب
سربست بامرني*
رغم الحرب الهمجية للإرهاب العالمي المفروضة على شعب كوردستان وعموم المنطقة، والخلافات السياسية والأزمات المفتعلة وحقول الألغام التي تزرع هنا وهناك لعرقلة التطور الطبيعي في اقليم كوردستان ووأد تجربته ومشروعه الديموقراطي، وأيضا رغم الضائقة المالية التي تجتاح الإقليم منذ سنتين والحصار الاقتصادي الذي فرضته الحكومة الاتحادية وحرمان كوردستان من حصتها في الموازنة العامة ووجود ما يقارب المليونين مهجر ومهاجر ولاجئ، تواصل حكومة كوردستان جهودها لمعالجة المشاكل الإدارية والاقتصادية والاجتماعية وبالتعاون الوثيق مع المؤسسات الدولية المعروفة والمؤثرة كالبنك الدولي باعتباره احد اهم الوكالات المتخصصة في الأمم المتحدة التي تعني بالتنمية والتطوير وإعادة التأهيل وتقليل النفقات، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) في اطار برنامج تجديد القطاع العام بالإضافة الى منظمة ويست مينستر البريطانية الدولية المختصة بالعمل من اجل القضاء على الفساد في العالم.
لقد استطاعت حكومة كوردستان، خلال الفترة الماضية من إعادة هيكلة جوانب أساسية في المؤسسة الإدارية وتم حصر اعداد العاملين الحقيقيين فيها واغلاق العديد من منابع الفساد وهدر المال العام، وتم أخيرا إقرار الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد بالتعاون مع منظمة ويست مينستر ومشاركة مجلسي الوزراء والبرلمان وهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية والمجلس الأعلى للقضاء وعدد من منظمات المجتمع المدني المختصة.
من جانب اخر وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة ( اليونسكو) تمضي الحكومة قدما في تطوير القطاع التربوي والتعليمي الذي يشمل 52750 مدرسة تظم 1706509 طالبا و162673 مدرسا واستاذا وتركز حاليا على اعداد الكوادر المهنية وفق حاجات السوق ولتطوير العمل المهني وفتح افاق جديدة امام الآف الشباب للعمل والبناء وضمان مستقبلهم، ولعله من المثير للاهتمام مشاركة العديد من الشركات والمؤسسات السياحية والمستثمرين من أربعة عشر دولة في المعرض السياحي الأخير في أربيل رغم الظروف الخاصة التي تمر بها كوردستان والمنطقة.
صحيح ان هناك جوانب سلبية وغير متكاملة في عمل وأداء الحكومة ولكن يجب ان لا يمنع هذا من رؤية وتقدير الجوانب الإيجابية والنجاحات التي حققتها في مجالات عديدة وظروف صعبة للغاية بهدوء ودون ضجيج مفتعل عن إنجازات وهمية.
المجتمع الكوردستاني شعبا وحكومة ورغم التحديات الخطيرة يتقدم بثبات نحو بناء دولة المواطنة والديموقراطية والسلم الاجتماعي وتحقيق التقدم والرفاه، ومن المؤكد انه سيقوم بالاستفتاء الشعبي الحضاري بنجاح ساحق ليقرر مصيره بنفسه وليكون مثالا وتجربة لامة تنهض من جديد من تحت أنقاض حروب الإبادة والجينوسايد والغبن التاريخي الذي لحق بها، لتشارك العالم طموحاته المشروعة في بناء السلام والتعايش والتعاون المثمر والغد الأفضل للبشرية.
[email protected]
Top