• Sunday, 19 May 2024
logo

جيش مسلوب الارادة

جيش مسلوب الارادة
جلال شيخ علي
في السادس من كانون الثاني من كل عام تحل علينا ذكری تٲسيس الجيش العراقي، ذلك الجيش الذي لم يكن في يوم من الايام ممثلا او مدافعا عن كافة ابناء النسيج الاجتماعي في العراق، انما كان سيفا على رقابهم وأداة لقمع ثوراتهم لا غير، المقابر الجماعية وصولة الفرسان خير دليل على ذلك...
أما في مايخص الحروب التي خاضها هذا الجيش فأغلبها كانت ضد ابناء العراق فيما كانت الحرب ضد تنظيم داعش عبارة عن صفقات انسحب بموجبه هذا التنظيم عن معظم المدن التي كان يحتلها مثلما شاهدنا في تلعفر وفلوجة والحويجة واخيرا في الرطبة والقائم، اما الحروب الخارجية فقد كانت عبارة عن نزوات القادة العسكريين لاغير.
جيشنا(المقدام) جيش مسلوب الارادة فهو لم يكن سوى أداة بيد طغاة العصر بدءاً من عبدالكريم قاسم وانتهاءَ بصدام حسين الذين استغلوا تركيبة الانسان او الفرد العراقي المحروم من ابسط الحقوق لخدمة اهدافهم الشخصية واستطاعوا أن يحولوا الجيش من حامٍ للوطن الى حامي ومدافع عن القائد المعظم الذي سخر الجيش وغيّر من عقيدته المفترضة في الدفاع عن البلاد الى جيش عقائدي ولاؤه لشخص القائد العام للقوات المسلحة وانتشر في صفوف الجيش عادات وتقاليد بالية والتي اصبحت جزءا من عقيدة الجيش، اذ انتشرت ظاهرة إطلاق الأهازيج والتغني ببطولات القائد المقدام عند كل زيارة لسيادة القائد المفدى لقطعاتهم، هذا في الوقت الذي كان ينبغي ان تسود عقيدة حب الوطن والتضحية بالنفس من أجله لا أن تصبح كل العقيدة لعبادة شخص مريض موهوم بحب السلطة والجبروت، لذلك عندما نتحدث عن بطولات هذا الجيش نجد ان انتصاراته على الشعب العراقي اكبر من انتصاراته على الأعداء الخارجيين بحسب ما كان يروج له النظام...
ومن جملة الانتصارات التي حققها هذا الجيش هو قيامه  بقمع الثورات الكوردية منذ تأسيس الدولة العراقية مع حرق القرى وضرب المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ واستعمال السلاح الكيمياوي والأسلحة المحرمة دوليا في الثمانينات ضد المدنيين في كوردستان  والقيام بعمليات الانفال ضد الكورد التي ذهبت ضحيتها 180 الف مدني ودفنهم احياء، كما قام بقمع انتفاضة الشعب الكوردي في عام 1991 وشرد اكثر من مليونين من الناس، كذلك  قمع انتفاضة الجنوب وقتل عشرات الآلاف من المدنيين العزل من الشيعة، هذا اضافة الى ضرب المراقد المقدسة في النجف وكربلاء بالمدافع، آخر الانتصارات كان الهجوم علی مدينة كركوك وخورماتو ونجاحه في تعريب  هاتين المدينتين وتشريد سكانها الاصليين !!!
لذلك نحن بحاجة الى  جيش عراقي مستقل جيش حقيقي محب لوطنه وألا يكون آلة بيد القائد المفدى، جيش يمثل كل اطياف المجتمع العراقي، يكون من اولوياته الدفاع عن الارض والدستور ويمنع الانقلابات العسكرية ويضمن بناء دولة مدنية ذات نظام ديمقراطي، لا ان يكون جيشا بيد  الدكتاتور كائنا من كان.
Top